اميرالصمت
عضو نشيط
عدد المساهمات : 27 نجمه الذهبيه : 88769 الأدارة ترحب بكم : 35 تاريخ التسجيل : 04/06/2011
| | اسير الصمت .. | |
أسير أنت في صمتي وإني * * * * أطيل الصمت كي يبقى الأسير وهكذا كانت تلك العلاقة الجدلية بين أسير الحب وأسير التعذيب في سجن واحد كانا يتلذذان كل على طريقته ولما تحول الصمت من الجلاد إلى الأسير حيث لم يعد يصرخ ويتألم بتعذيب جلاده ولم تعد للألم لذة حتى ولو كان من يد حبيبه وفقد كل الأحاسيس التي كان يحملها لمعذبه … وهنا … في هذه اللحظة الخطيرة … قررت أنا الجلاد التوقف عن التعذيب وإطلاق الأسير من قفص صدري إذ لم يعد للتعذيب لذة كما السابق فأنا الجلاد أصبحت من يلقى التعذيب بصمت معبوده ورده وصده . كنت قد ظننت أن للصمت لذة تجعلنا نفهم كلينا بدون كلام ولكنني عندما ذقت منه صمتاً أحسست بمرار الصمت يجري في حلقي إلى أحشائي ثم إلى دمي فينتشر في كل شراييني وعروقي ناشراً سمه في أنحاء جسدي ولأول مرة لم يكن للتعذيب لذة بل كل مرارة وألم … لست ألومك يا أسيري لأنك جرعتني هذا السم على غفلة مني فأنا الملوم وأستحق ما فعلته بي لتعذيبي لك كل هذه السنوات وأنا الملوم لأني غفلت عنك ولم أراقبك حتى وضعت لي السم الزعاف وها أنت تصل إلى مرادك وها هو الجلاد يتهاوى أمامك كأنه هو العبد … ها هو يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت قدميك … يحس بمعنى العبودية للمرة الأولى أمامك فلطالما كان عبد سوطه(صوته) … وما هي إلا لحظات حتى تخرج روحه من هذه السجن إلى الحرية ويبقى جسده راكداً تحت قدميك العاريتين ولكن ليس قبل إطلاق صراح الأسير فهنيئاً لك الحرية … هنيئاً لك هلاك الجلاد … هنيئاً لك جلادوك الجدد …
| |
|